التليفزيون يدفع الملايين للمباريات والملاليم للفنانين
محمد سلطان: يجب أن تتغير نظرة الدولة لفناني الأغنية
أمجد مصطفي: يعيش مجموعة كبيرة من المؤلفين والملحنين حياة لا ترتقي لمستوي الإبداع الذي قدموه لهذا الوطن. فأعمالهم ساهمت في إثراء الساحة الغنائية. وعلي اكتافهم أنشئت الإذاعات، وعبر أغانيهم حدث نوع من الود والحب بين تلك الاذاعات، والجماهير في كل مكان. ويكفي أن الناس في المنازل كانت ومازالت تبحث عن أغاني الرواد بين مؤشر الراديو، وهناك اذاعات بنت مجدها علي أنغام أعمال أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد ووردة وعبدالوهاب، والآن هناك محطات تليفزيونية صنعت نفس المجد وهذا يعني أن المؤلفين والملحنين هم أسباب استمرار تلك الاذاعات والقنوات. ويكفي أن برامجهم المسموعة والمرئية التي تتناول قضايا اجتماعية، وسياسية، واقتصادية تستخدم مقاطع موسيقية وغنائية. إذن من العيب ان تتعامل الإذاعة والتليفزيون مع المؤلف والملحن علي اعتبار انه شيء هامشي. والدليل انهم يدفعون مبلغ »300« ألف جنيه فقط عن العام الواحد لجمعية المؤلفين والملحنين، رغم ان عدد الاذاعات المصرية زاد بشكل كبير، وكذلك القنوات التليفزيونية التي تتبع الاتحاد، وهذا يعني أن كل مؤلف وملحن يحصل علي عُشر المليم عن كل عمل يذاع أو يعرض له في الوقت الذي يحصل فيه الملحن في أوروبا علي »7« يورو عن كل دقيقة تبث له بأي وسيلة سواء كانت بصرية أو سمعية. وهو ما يؤكد الفارق الكبير بين العائد للمؤلف والملحن المصري، وبين نظيره في أوروبا. حول هذه القضية قال الموسيقار الكبير محمد سلطان: منذ ان توليت رئاسة جمعية المؤلفين، والملحنين، وأنا لا أنام، لأنني أريد أن يشعر عضو الجمعية بآدميته، فالفنان في فرنسا مثلاً يحتل المرتبة الأولي في كل شيء، لأن الفن ليس للتسلية أو للتهريج كما يتصور البعض، فالفن يعكس مدي تقدم الدولة، ومدي حضارتها، لذلك يحزنني ان أجد التليفزيون يدفع »5« ملايين جنيه لكي يعرض مباراة في الوقت الذي يدفع للفنان عُشر المليم، فهو أمر غير منطقي، وغير مقبول وبدوري كرئيس للجمعية ومسئول عن توفير موارد لها، وللأعضاء لكي يعيشوا حياة كريمة، أطالب وزير الإعلام السيد أنس الفقي والسيد أحمد أنيس رئيس الاتحاد ببحث أمر زيادة ما يدفع للجمعية كحقوق للأداء العلني، لأن هناك أعضاء يعانون من البطالة، وهناك ورثة، وأسراً كريمة لا تجد قوت يومها. ولا أبالغ إذا قلت أن هناك أبناء قمم في التلحين والتأليف يعيشون تحت خط الفقر. ومسئولية الدولة ان تتعاون معنا لرفع العناء والبلاء عنهم. ونحن هنا لا نطالب الدولة بمجاملتنا أو دفع مبالغ كهبة أو صدقة، لكن نطالبها بدفع الحقوق فقط، لأن ما نحصل عليه الآن مبلغ هزيل جداً، فالجمعية لا تدفع فقط الحقوق الخاصة بالأداء أو الطبع الميكانيكي لكن هناك معاشات، واعانات نقدمها للزملاء. وبالتالي نحن نعمل علي زيادة الايرادات. وخلال الفترة الأخيرة تحدثت مع بعض القنوات الخاصة، والذين كان بينهم وبين الجمعية نزاعات قضائية، وتوصلت لاتفاقات معهم علي إيجاد حلول سلمية بعيداً عن ساحة القضاء، وللحقيقة هناك قنوات أبدت موافقتها، وأنا سعيد بهذا لأنني لا أميل للصراعات. وأنهي الموسيقار الكبير محمد سلطان كلامه بأنه سيطلب خلال الفترة القليلة القادمة الجلوس مع وزير الإعلام لبحث كيفية زيادة المبلغ الذي نحصله من اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقال.. كلي أمل أن أجد من الوزير مساندة لحقوق المؤلف والملحن.